احصائيات المدونة

الأربعاء، 21 مارس 2012

أمسية إحتفائية وتكريمية لشاعر الشعب المبدع عبداللاه الضباعي


أمسية إحتفائية وتكريمية لشاعر الشعب المبدع عبداللاه الضباعي

نظمت الجمعية الخيرية اليافعية م\عدن عصر الخميس 5أبريل 2007م أُمسية شعرية احتفالية وتكريمية للشاعر عبداللاة الضباعي بحضور قيادة مكتب الثقافة بمحافظة عدن وقيادة إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمحافظة ورؤساء المنتديات الثقافية والأكاديميين وجمع من الأدباء والهيئة الإدارية للجمعية وعدد كبير من أعضاء الجمعية والمعجبين بنتاج الشاعر الضباعي .

 
 وقد رحب الأستاذ هيثم المرشدي الأمين العام للجمعية بالشاعر والحضور الكريم ثم تناول نتاج الشاعر ونماذج معينة من الدواوين الثلاثة للشاعر( 1)يا خير أمه،(2)كلم جدار وآخرها ديوان
(3)حالات

وتولى دعلي صالح الخلاقي تقديم وإدارة الأمسية مرحباً بكل الحاضرين وخص الشاعر والضيوف الكرام ومقدمي المداخلات وهم :


الشيخ الدكتور المندعي العفيفي


,الأستاذ عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة عدن,
د عبد الرحمن الوالي مستشار رئيس جامعة عدن,




د عبد الحكيم حلبوب عميد كلية التربية يافع,



الأستاذ مبارك سالمين رئيس فرع إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عدن ,



الأستاذ عبدالمجيد الصلاحي عضو المجلس المحلي م أبين ,




الأديب والناقد عبدالرحمن إبراهيم,





دعبده الدباني, الكاتب علي محمد يحي,



د/ يحيى الريوي



ألأستاذ أحمد محمد شوقي,


الأستاذ محمد باهيصمي رئيس منتدى باهيصمي م عدن والذين قدموا مداخلات حول النتاج الأدبي للشاعر الضباعي متناولين نماذج من أشعار دواوينة ومعبرين عن إعجابهم وتقديرهم للشاعر المبدع الضباعي وقد قام الأمين العام للجمعية الخيرية اليافعية وبإسم الهيئة الإدارية للجمعية بتكريم الشاعر الضباعي على إبداعاتة ومنحة شهادة تقديرية خاصة وكذا إهداء بعض المؤلفات التي تناولت الحياة الثقافية والأدبية في يافع للضيوف الكرام وقد شارك عدداً من الأساتذة والنقاد الأكادمين بقراءات ومداخلات حول نتاجات الشاعر الضباعي ونورد لكم أهمها كالتالي :


1 الأستاذ الشاعر هيثم محمود المرشدي أمين عام الجمعية :
الذي أستهل هذه الإحتفائية بكلمة ترحيبيه حيا الشاعر المحتفَى به والحضور و أستعرض فيها علاقته القديمة الشخصية والأدبية بالشاعر الضباعي وقال كنت دائما ً ما ألتمس وألحظ من خلال علاقتي بصديقي الضباعي إنه كان منشغلاً في معظم أوقاته ومسكوناً في هموم المجتمع وكان يتجلى ذلك الهم الذي يحمله حتى في أحلى وأجمل لحظات لقاءاتنا ببعض وجلساتنا وهذا ما تلاحظوه في نتاجاته الإبداعية وأشار المرشدي بإنه هو والشاعر الضباعي كان من مؤسسي منتدى يحيى عمر أبو معجب اليافعي وقال من ذو فترة طويلة وأن أبحث عن صفة مناسبة أطلقها على شاعرنا الضباعي إلى أن فاجئنا الأستاذ علي محمد يحيى حين وصفة بشاعر الشعب هذه الصفة التي كانت عنوان لموضوع كان قد كتبه الأستاذ/ علي محمد يحيى في صحيفة الأيام خص به الشاعر الضباعي الشاعرعبد اللاه الضباعي شاعر الشعب لا الشاعر الشعبي فكانت هذه الصفة التي أبحث عنها والتي ينبغي أن يوصف بها دون غيرها فشكراً جزيلاً للأستاذ علي محمد يحيى ومن ثم ألقى المرشدي قصيدة بهذه المناسبة أكد فيها على هذا الوصف للشاعر الضباعي.




2 د/ علي صالح الخلاقي تحدث قائلاً في معظم قصائد مجموعة حالات نجد أن شاعرنا الضباعي أمتاز بقدرته الفائقة على إبداع القصة بجميع عناصرها ، حيث أشاع روح القص في شعره وهو أسلوب تشويقي بما يحفل به من ديالوج يقص علينا الأحداث التي تعترضنا مستخلصاً منها الحكمة والعبره التي يترك لحدس المستمع أو القارئ استنتاجها أو قد يلمح إليها أحياناً، وقد أنطلق بهذا الأسلوب التهكمي والساخر أحيانا بكثير من الطرافة وبكثير من الخفه والمرح ، ومعظم القصص مستمده من مخزون التراث الشعبي النفيس الذي تشبع به الشاعر ونهل منه من ذو طفولته وبعضها من نسل خياله الخصب ، واستطاع بموهبته أن يؤطر هذه القصص ويوشي بها شعره أو إن شعره أزدان بها لا فرق ، ولم يكن بمقدورة أن يوظف المأثور هذا التوظيف الجميل والرائع لو لم تساعده موهبته الشعرية وخياله الشعري الخصب الذي لا يحلق بعيداً عن الواقع بل يتعمق فيه عن إدراك مستلهماً كل ما يلتقطه في الواقع ويبحث عن إطار له



3 الأستاذ/ مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب بعدن ألقى مداخله قيمه ننشرها كاملة كما يلي:


أحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد :
إطلالة أولى في حالات أبو سالم عنوان هذه السطور مقطع من قصيدة لشاعر تونسي يحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد؛ وقد تذكرته وأنا أشرع في قراءة ديوان حالات للشاعر عبدا للاه الضباعي الذي يقول في مطلع قصيدته الأولى:



أحب بلادي بلادي اليمن

وأعشقها رغم كل المحن



وتوافقاً مع هذا الشعور وجدت أيضاً إن شاعرنا قد ضمَن قصيدته مقطعاً من قصيدة إرادة الشعوب لصوت تونس الشعري الأول أبو القاسم ألشابي فلابد لليل أن ينجلي ويبدو أن الشعراء العاشقين لأوطانهم يقعون وحتى دون أن يقصدوا ذلك على نفس المفردات والأجواء اللغوية؛ فلغة حب الوطن واحدة في جميع أنحاء المعمورة

يتميز ديوان حالات للشاعر الضباعي ببساطة اللغة وسهولتها وبالقدرة العالية على التوثيق لحركة المجتمع وهموما ته ومصائبه وجريان معيشه اليومي كما يتميز بالسخرية المرة من ظواهر الواقع السيئة التي تتنصب كمعوقات لتحديثه وتطوره:



من يافع أعلنها ومن حجة وصنعاء من عدن

من حضرموت الخير والبيضاء ومن كل اللكام

ضد اختطاف الضيف والسائح ولرهاب العفن

أرض اليمن أرض الحضارة والتعايش والسلام

وللأمانة أهل أبناء السعيدة تؤتمن

والضيف لو هو خصم بيحطوه في أعلى مقام


وهو الأمر الذي يؤكد إن الشعر العامي يقوم بوظيفة مركبة؛ جمالية وكفاحية وتنويرية في ذات الوقت ، يعرفها المتابعون لهذا النوع من الإبداع عبر التاريخ ؛ والشواهد في هذا المضمار كثيرة حيث ما تزال حتى الآن قصائد باحسن وحداد والخالدي والمحضار ومسرور مبروك وصالح نصيب وأحمد بومهدي والمفلحي وغيرهم من الأسماء اللامعة في سماء الشعر العامي-إصطلاحاً والشعبي وظيفة وتأثيراً- مستقرة في ضمير ووجدان الشعب.

ومما لاشك فيه إن اسم عبدا للاه الضباعي سينضم بإبداعه وجماليات ما قدمه في مجموعاته الشعرية (يا خير أمه ) و (كلم جدار ) و (حالات ) إلى هذه القائمة الخالدة في ذاكرة الشعر العامي.

كما إن مجموعة حالات الشعرية التي نتصفحها الآن تنم عن شاعر مثقف أخذ من كل شيء بطرف ؛ ففي قصائد المجموعة يمكن أن نلحظ الكثير من جماليات فن القول الشعري ؛ وسنكتفي منها بتقديم ما يلي:

الكثير من الإنزياحات اللغوية التي تدل على قدرة هائلة في ميدان تغيير الدلالات المباشرة للألفاظ وتسخيرها بألق شديد للفن والجمال:



توصفها بحور الحدق

عنها قلت ناعم رقيق

آية قلت ماشي خلق

ربي بالجمال الخليق

حسنا مثل نور الشرق

فاتن بالقوام الرشيق

أو زهر الربيع لوفتق

والورد الندي الأنيق
أوفي قصيدته مقياس:



وحكمة الرأي تأتي من حكيم الناس

وبعضهم خبت صحراء جمجمة رأسه

فوصف الرأس بأنه خبت ثم تأكيد الوصف بكلمة صحراء حققت انزياحا عن المألوف لصالح الصورة الشعرية؛  فرأس خبت؛ وصحراء تعبير أستعاري في منتهى الجمال عن خلوه من الحكمة ومما ينفع الناس.

الإستفادة من الثقافة السياسية والعلمية وتوظيفها جمالياً بمنتهى الرشاقة والقدرة على التصرف بعيداً عن رصانة النثر؛ قريباً من مغامرة الشعر بإمتياز لقد قدم الضباعي في مجموعته حالات قصائد جميلة مشاكسة باستمرار وعملية على الدوام، كان يعبر عن الإنسان في أكثر شؤونه خطورة ، أشدها بساطة ، أنظر الإسقاط الواعي لنظرية تشارلز داروين كنظرية في علم الأحياء على ما يحدث في المجتمع :



صابني منها الذهول وأنا أقرأ واطلع

لم أصدق ما يقول حينه لم أقتنع

إلى أن يصل إلى :

ومضت عدت سنين وإذا عيني تقع

شاهدت فعلاً قطيع صابني منه فزع

نظـــرية داروين واقعه في المجتمع


هذه السطور لا تدعي لنفسها علاقة بالنقد الأدبي أو القراءة الجادة لمتن الشاعر الضباعي وهي لا تتجاوز التحية لما أنجزه الشاعر وتتمنى له المزيد من التألق والإبداع ولا نملك في الأخير إلا أن نقول له كما قال الشاعر:

قطف الرجال القول قبل نباته**وقطفت أنت القول لما نورا




4الأستاذ الشاعر/ عبد الله باكداده مدير عام مكتب الثقافة م/عدن تحدث قائلاً:

لقد حرصت كل الحرص لحضور هذا اللقاء الطيب والجميل وسررت غاية السرور والسعادة أن أشارك في هذه الإحتفائية التكريمية للشاعر الجميل والمتألق دوماً عبداللإه الضباعي رغم كثرة التزاماتي فقد كنت على مدار الثلاثة الأيام الماضية منشغلاً في مؤتمر الحضارات الذي اختتمنا أعماله بعد عصر هذا اليوم والحقيقة لديَّ التزام لحضور فعالية أخرى كان معد لها مسبقاً وقد اتصلوا عليَّ الآن لاستعجالي للحضور وبعد المكالمة التي تلقيتها يوم أمس من قيادة الجمعية الخيرية ليافع الخير والذي عودتنا دائماً على العطاء والكرم وكل ما هو جميل ثقافياً وسياسياً وإبداعياً واقتصادياً وإنسانياً وقد ألفنا يافع من خلال مراحل حياتنا وفي كل مراحل الحياة ومراحل الإبداع حاضرةً دوماً ولربما هذه المنطقة الجميلة بما تتميز به من رهافة الحس وصلابة الواقع الذي تعيشه نقيضين أسسا على الدوام دولة للشعر ودولة للإبداع ودولة السلطات اليمنية المتعاقبة دائماً ما أقتدي بالمثل اليافعي الجميل وهو ما أقتدي به حاضراً بحياتي على الدوام والمث يقول : امشي وراء الجيد واحمل حذاه ولا تمشي وراء الفسل ويحمل حذاك ونحن حرصنا اليوم أن نمشي وراء الناس الأجياد ونحمل حذاهم ولنا الشرف في ذلك الأستاذ الشاعر عبد اللاه الضباعي قرأت كثيراً وحضرت له مجالس مختلفة ولربما المتابعة المستمرة على صدر صفحات الصحف والكلام الجميل الذي تقرأه ممن يحبون ويعشقون إنسانية هذا الشاعر وشعره وكلامه الطيب جعلني أقترب منه كثيراً وإن كانت فرص اللقاء به محدودة بعدد أصابع اليد ولكن لم تكن للعلاقات الحميميه أن تقاس باللقاءات القليلة وأنا أتذكر هنا قول المتنبي الذي كان يردده أبو العلاء المعري :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم

عندما كان يقال هذا البيت أمام المعري وهو الذي يفصل بينه وبين المتنبي عقوداً طويلة من الزمن ولكن المعري وهو رهين المحبسين والرجل الأعمى كان عندما يسمع أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي للمتنبي يقول أنا الأعمى أنا الأعمى الذي رأى أدب المتنبي بما معنى لربما تكون لنا لقاءات مع أشخاص نحن لا نلتقي بهم على الدوام ولكننا نحس بهم إحساس أنفسنا وما يجيش بصدورنا لأنهم يعبرون عما نريد وكأنهم يكتبون لنا ويكتبون من أجلنا ويكتبون عنا وهذا هو النجاح الذي يختص به الشاعر والكاتب والمبدع أو المؤلف لأنه يرتبط بعامة الناس قليلون هم الأدباء والمثقفون الذي ارتبطوا بالسلطات ولربما ننكرهم اليوم ولربما لا نجد لهم مكاناً بين ظهرانينا ولكن بسطاء الناس الذين يكتبون عن بسطاء الناس هم الأبقى على مدى التاريخ ولربما أيضاً من أذكا السلطات هي تلك السلطات التي ارتبطت بالشاعر والمبدع وما زلنا نتذكر سيف الدولة أبو فراس الهمداني وأبو العتاهية والمتنبي وهارون الرشيد وأبا نواس على مراحل مختلفة ومتعاقبة هؤلاء هم المبدعين ، ونحن وإن كان الواقع اليوم لا يعطي المبدع حقه ولكن المفروض أن نستمر ونعيش ونتعايش ونخلق من لحظة المرارة ابتسامة نودعها في قلوب الناس الطيبة مثل هؤلاء الحاضرين معنا اليوم 5 الشاعر والناقد / عبد الرحمن إبراهيم تحدث قائلاً : شكراً للجمعية على هذه الإحتفائية المتميزة شاكراً قيادة الجمعية على دعوتهم الكريمة له وللحضور والمشاركة وهنئ صديقة الشاعر الضباعي الذي وصفة بالشاعر البارع وقال كان لي عظيم الشرف أن وضعت التقديم لمجموعة حالات الشعرية التي نحتفي بصدورها لصاحبها الشاعر الجميل الضباعي وقال إن هذه المجموعة جرجرت في ذهنيته وولدت عنده الكثير من الإشكاليات النقدية عند ما قراءها وكتب تقديماً لها وتحدث عن الدلالات والأبعاد المختلفة لعنوان هذه المجموعة وعبر عن عدم رغبته في الدخول في التفاصيل والجزئيات والدقائق حتى لا يصيب المستمع بالملل والرتابة.

 6 الأستاذ الباحث والناقد/ علي محمد يحيى قدم قراءه وكلمه ضافية نوردها كامله كما يلي :



تغمرني الغبطة والسعادة بأن أشارككم في هذه الأمسية الجميلة المباركة ومع هذا الحشد الطيب من الأكاديميين والمثقفين من أصدقاء ومحبي الشاعر الفذ الأستاذ عبدا للاه سالم الضباعي في مقر الجمعية الخيرية لأبناء يافع،هذا الشاعر الذي لم أجد له من صفة مناسبة لمكانته إلا أن يكون شاعر الشعب ولا أقول ذلك اعتباطا أو مجاملة كما يحلو للبعض أن يطلقوا هكذا صفات جزافاً بالمناسبات الاحتفالية ليس إلاوأزيد في ذلك بقناعتي بأنني تجاوزت بأن أطلق عليه بالشاعر الشعبي كما أطلق عليه بعض الأستاذة النقاد من الأكاديميين والأدباء ممن قرأوا له شعره ودرسوه أقول شاعر الشعب لأنه إنما يستوحي نماذجه الشعرية من ذاته المرتبطة بالمجتمع والأرض والإنسان،والمتفاعلة مع الأحداث الجارية في حياته وحياه مجتمعه اليومية،لتأتي طبيعتة مقترنة بقريحة صافية تشد الوجدان إلى ما يحتويها ويُعتمل فيها من صدق وخير ومحبة وآتته بها طبيعته الإنسانية الخيَّرة بعد أن خلع عليها من أردية بيئته وتربيته بالمفهوم الشامل الذي نعرفه لها،فلا ريب إذن في أن نتاجاً لمبدع كمثل هذا المبدع الأستاذ الضباعي قد طُبع بطابع الصدق في ترجمة عَّما يعتلج به وجدانه الذي يبدو واضحاً جلياً فيما اتسم به شعره وكنت قد تعرفت بهذا الشاعر الأصيل وتصادقت معه قبل أن أراه من خلال مجموعتين شعريتين كان قد اهدانيهما الأستاذ الشاعر محمد سالم باهيصمي ،رئيس منتدى الباهيصمي الثقافي والفني قبل ما يزيد عن العام،وهما &quot كلم جدار&quot و &quotيا خير أمة&quot حتى جاءت الظروف الطيبة والحظ الخيَّر حين زارني في بيتي المتواضع بعد عام بالوفاء والتمام من تعرفي عليه من خلال شعره ، وأهداني حينها &quot حالات&quot المجموعة الجديدة من شعره في طبعتها الأولى نهاية عام 2006 في رحلة الصديق العزيز الأستاذ الضباعي مع الشعر وهو شاعر الشعب، نجد أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كان ومازال له أكبر الأثر في شاعريته وأفكاره التي يُضَّمنها قصائده فقد عبَّر عنها بصدق وشفافية حتى أضحت هذه القصائد ظاهرة فنية في جل ما كتب من الشعر فأصبح لشعره أثر قوي وتأثير ممتد في أفئدة الناس لما فيه من إمتاع وإقناع ومن هذا المنطلق فقد استطاع شاعرنا &quot أبو سالم &quot أن يؤكد لكل من يقرأ شعره أن له منطقاً قوياً يصطبغ بلون شعري قريب من هموم المجتمع، وأن خياله فيه إنما هو غلالة شفافة تكتسي بها الفكرة ، فيتحول فيها التلميح إلى تصريح ، وتتحول الفكرة إلى تدفق عاطفي يومض بالإيحاء والتأثير متحاشياً أن يستخدم لفظاً مهجوراً أو تركيباً غامضاً بل نجد فيه تعابير بسيطة متدفقة و لأنه اعتاد كثيراً في شعره على اللهجة المحلية اليافعية ذات التوليفة التي تشعرك وكأنه جمع فيها معظم لهجات مناطق اليمن كما جَعَل أيضاً من اللغة المستخدمة خالية من الزخارف اللفظية أو الافتعال وبفطرية في غاية الشفافية غير المصطنعة كما وظَّف قدراً كبيراً من الأمثال الشعبية التي أعاد صياغتها في ما يتماشى مع القصيدة وبناءها وتراكيبها مثلما فعل بيرم التونسي وصلاح جاهين مع الزجل المصري الشعبي بأن طوَّعا الأمثال الشعبية المصرية في خطابهما الشعري فكانا استحقا أن يوسما بشاعري الشعب المصري وشاعرنا الأستاذ الضباعي قد اهتم بان يستفيد كثيراً من الحِكَم والعِبَر في تراثنا الشعبي في التشكيل الفني للنص لأهمية ذلك وترسخها في ضمائر الناس وطبيعتهم مستخدماً كما أسلفت لغة بسيطة سليمة نأخذ مثالاً لذلك قصيدته &quotفقدنا الأمل&quot من مجموعته الشعرية &quotكلم جدار&quot ، حيث يقول : يا زارع بذور الأمل في صحراء جديبة رمال من يزرع بصحراء ورمل ما يحصد ثَمَر ذا محال جاوب قال ما في بدل ما في حل آخر بدال بالتربة فقدنا الأمل الشيطان بالحقل بال أفسدها خيبث العَمَل عكَّر عذب ماها الزلال احصد ثوم واغرس بصل واسقيها بماء الو حال والنوب اختفت والعسَل من اجباحها والوخال وأحتل الذبابي وحل موقع نحل شد الرحال والسيئ بأسوأ اتصل باذل جهد بالاتصال و الأقوال شيء والعَمل عكس القول يابو الرجال وكذلك في قصيدته &quotدماؤهم بتفور&quot من مجموعته الشعرية &quotحالات&quot ولأهمية ترابط القصيدة الفني والصوري فأنني آخذ بها مثالاً كاملاً ، حيث يقول: كعكول يوم العيد بايطلع كعادته عند اهل بن منصور شل المَرَة و أطفالها الرُضَّع تزور أبوها الشيخ بن عاشور وصل وشاف الناس تتجمع وراح يجري نحوهم مزرور وقال ما في شر جيت افرع الكل جاوب قال له مشكور ما فيش حاجة حسب تتوقع ولا تسئ الظن يوم النور اليوم هذا عيد نتنصَّع أهداف نرمي لا جبل لمطور قالو له اتفضل معانا انصع اضرب خذ البندق أبو ناظور جاوب وقال أهداف ما تنفع بيضاء كبيرة واضحة ياجور لهبل يصوبها ومن هو ادوع أو الضرير لعمى المعوور أنا اصيب أهداف حجم اصبع برمي رقبة الطير العصفور بالغ في الموضوع وترفَّع وقال باراهن على الطبشور أخذ بنفسه كبر ما تواضع كعكول في طبعه كذا مغرور والناس مما قال تتوجع وكلهم دماؤهم بتفور صدفه أحدهم كان يتطَّلع شاهد حمامة فوقهم بتدور وقال لحظه خلَّها ترجع وروَّنا يالرامي المشهور شافوا الحمامة راجعه مسْرَع ع الحوش تنزل واقفة ع السور قالوا له امسك بندقك وارفع وجِّه عليها بندقك ع الفور سدد عليها شاهده ويدفع طلقه ومكَّنها براس الثور الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم الأديب والشاعر والناقد في تقديمه الذي تصدَّر المجموعة الشعرية الثالثة حالات يقول عن شاعر الشعب الضباعي &quot إنه شاعر يترجم مناخ الواقع بغيوماته وشموساته شاعر لا يحلَّق في فضاءات التخييل الجاف ، والنرجسية البلهاء وما أجمل الشعر حينما يكون صادراً من القلب &quot وهذا الكلام من ناقد متبصر بماهيات النقد وذلك بما يؤكد رؤى الشاعر فيما يصيفه شعراً ، وبمصداقية الشاعر الذي نجد في شعره البساطة والطبيعة الإنسانية الصادقة وقد انصرف عن استعارة الصور المزيفة وافتراض المشاعر المنمقة التي نجدها عند شعر البعض ، وقد تنائى عن البهرجه والتهريج في أفكاره وأساليبه التي ابتدعها في أبياته مطعمة بالسخرية اللاذعة ففاح منها الصدق ولم يتناسَ في كل ما كتب أنه سيظل يحدثنا عن الوطن وعن الإنسان بمختلف وسائل الاستعارة الأدبية وأن أهم دوافعه ومقومات محاولاته هذه إنما هي القلق النفسي الذي لا ننفك نلتمسه ونحس به في كل ما كتب وبين الأسطر والأحرف بجماليات وشاعريه فطرية الشاعر الأستاذ عبداللاه الضباعي ، شاعر يقلب صفحات مجتمعه بقلبه وروحه ليجسد بالكلمة آمال هذا المجتمع وآلامه فيصور لنا كل ما تقع عليه عيناه أو يقع عليه خافقه من مشاهد مرئية أو مشاعر خفية تجيش بها الصدور ، ويعرضها علينا في صور غاية في الدقة والاستعارة بما تيسر له من الكم الهائل من صور التراث المخزون في ذاته الإبداعية ، فيضع عليها من إنسانيته ووطنيته وحبه لمجتمعه التي هي دائماً نصب عينيه ومنها عرفناه صادقاً أمضى ذاته في عشق شعبه ووطنه ولم يبخل فقلدناه فاخر أو سمتنا المكنونة بمشاعرنا الوفية نحوه كما هو وفي ّ بمشاعره نحونا لو راجعنا ودرسنا مقومات الإبداع عند شاعرنا الضباعي نجد أنه اعتمد على الآتي: 1- القلق النفسي 2- الصدق 3- الموهبة 4- الشجاعة 5- الوطنية 6- القصة والمثل الشعبيين 7- العادات والموروثات والتقاليد 8- التربية والمثُل العليا 9- الاعتداد بالنفس 10- الفخر بالانتماء الذي عالج من خلالها في مُجمل نتاجه الإبداعي كل ما اكتشفه بحدسه وببصيرته ما علق في جنبات مجتمعه من أدواء وارذال وعادات سيئة وما أبرزه من القيم الايجابية والمُثُل العليا وغيرها من مقومات الحياة الايجابية الكريمة والسلوك السوي التي اختزلها في عناوين قصائده التي اشتملت على فلسفة للحياة ولتجاربه معها كالحِس الاجتماعي والوقت والاسرة والمرأة والأخلاق والثورة والفقر والغنى والنقاوة والكثرة والأصيل والدخيل والأمل والأجل والثواب والعقاب والسلطة والحكم وأخيراً مسؤولية ودور الكلمة فالموضوعات على تنوعاتها التي خاضها شاعرنا ، لم يخضها بحجمها غيره من الشعراء إلاَّ القليل منهم ، لأنه سعى بأن يجعلها تمتزج بالحياة الإنسانية وكل ما يمتزج بالحياة الإنسانية فهو ممتزج بالشعور الذي يجد له صدىً محبباً في خواطر الناس ووجدانهم وما الشاعر إلاَّ صوت مجتمعه وشعبه يمتلك زمام تطويع الكلمة ويرفع صوته بها من أجل كرامة شعبه وعزته وسُبُل العيش الكريم ، وتصحيح مساره نحو تقدمه ورُقيِّه ورفع راية محاربة الجهل والفقر والمرض والفسَاد أو الاستحواذ على مقدرات الوطن وخياراته وخيراته كما لم يذهب إلى ما ذهب إليه البعض من الشعراء في كيل المديح والتغني بسِيَرِ أبطال دون كيشوتيه بل ذهب بشعره وأدبه نحو المواقف من الحياة والصراع الاجتماعي والسياسي والوطني ، وفيه فلسفته نحو الواقع والحياة والإنسان ولننظر إلى قصيدته التي يقول فيها : لكل شيء في حياة المجتمع مقياس*** وقاعدة ثابتة تحكم مقاييسه القاعدة في المباني تعتمد ع الساس *** الدار ينهار لو ما أحكمت في ساسه إلى أن يقول : ولا تسود العدالة بين كل الناس*** لوذا يجامل مع أصحابة وذا ناسه وفاقد الشيء لا يعطيه يا عباس*** ولا قضى دين من شخص أعلن إفلاسه ويصل بالقصيدة إلى أروع صورها المتمثلة بالعبرة فيقول: ما تحصد أثمار يا زارع في المنياس ***من سابع المستحيل أن تزرع النيسه أما في الفخر وافتخاره بمسقط رأسه يافع فان قصيدة &quotافخر بيافع&quot فقد ضمنها افتخاره بأهله وعشيرته الذي ارتكز بالافتخار بالأصالة والكرم والشهامة والحِلم ونبذ العصبية القبلية ، وحب الوطن وجعل مقياس المفاضلة والمواطنة عنده مبنيه على أعلى مستويات الوعي وافتخار الشاعر بأهله وعشيرته إنما هي امتداد إلى الوطن كله وبالأرض كلها- كل اليمن- ومن منا لا يعلم بأن يافع إنما هي جذور أصيله من سبأ التي تفرقت ضمن قبائل حمير بعد خراب سد مأرب فاستوطنت عشيرته وأهلها مناطقها الحالية التي تعرف بيافع وأصل يافع إنما هم سلالة يافع بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين بن حميَّر يقول أبو سالم في قصيدته : افخر بيافع بمسقط راسي الغالي وفخر لي في رجاله جم لا ينقاس رجال تاريخهم لوَّل مع التالي تاريخ ناصع مشرِّف رافعين ألراس وفي الكرام والشهامة خلقهم عالي والحِلم والعِلم هو الميزان والمقياس ويواصل افتخاره بقوله: هم سرو حميَّر سلالة نسل لبطالِ تاريخ لنساب متسجل على القرطاس وهم حماة اليمن من عهد لذوائي ووحدة الأرض هم أعمدتها والساس إلى آخر القصيدة اكتفي بهذا القدر واغتنمها فرصة لأهنئ شاعرنا الضباعي شاعر الشعب بتكريمه الكبير هذا اليوم وانه لشرف عظيم لي وكبير أن أتحدث عنه بهذه المناسبة0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




 7 د/ عبده يحيى الدباني أستاذ الأدب بجامعة عدن تحدث عن الشعر الشعبي في يافع حيث قال كانت هناك جفوة بينه وبين الإعلام وإذا جاز لي التعبير فقد كانت بين الشعر الشعبي في يافع والإعلام قطيعه وحاجز قوي ولو أخذنا على سبيل المثال الشاعر الكبير شايف الخالدي لم ينشر له طوال مشوار حياته ولم يغنى له في الإذاعة والتلفزيون ولم تنشر عنه الصحافة أو يتم تناول أعماله من قبل النقاد والمهتمين ولا عن غيره من شعراء ومبدعين يافع إلى أن جاء صديقنا العزيز الشاعر والقاص/ عبداللاه الضباعي الذي استطاع أن يكسر هذا الحاجز وفرض أسمه الأدبي بقوة واقتدار في ساحات الثقافة والإبداع ووصل اتحاد الأدباء والصحافة والإعلام المختلفة الذي تناولت ولا زالت تتناول نتاجاته الإبداعية وحظيت جميع إصداراته باهتمام النقاد والمهتمين الذي تناولوها بالتقييم الجاد صديقي العزيز الضباعي شاعر متألق متواضع جداً حتى إنه يضع نفسه أمامك بتواضعه الجم وكأنه مشروع شاعر وهو الشاعر المُجيد باقتدار والمثابر وصاحب خيال خصم وغزير،لديه مهارات وجماليات،استخدم القصة،استخدم المسرح،استخدم المثل،الخ أنا أوصية بالإخلاص لتجربته الشعرية فهو شاعر الشعب ولا شك


 8 الشاعر محمد سالم باهيصمي رئيس منتدى باهيصمي عدن وصف الشاعر الضباعي بالشاعر الكبير صاحب القلب الكبير والعطاء الكبير الجميل والثري وقال لقد كان لمنتدى الباهيصمي وجميع أعضاءه ورواده شرف السبق بالإحتفاء وتكريم الشاعر الضباعي بمنحه شهادة تقديرية في الاحتفائية التي أقمناها له في 30من نوفمبر 2005م وحضرها عدد كبير من الأدباء والمهتمين وحضرها الباحث الأمريكي فلاد ميلر الذي حصل على شهادة الدكتوراه في رسالته الذي قدمها عن الأنثر بولوج اليافعي وأكد على الاهتمام بهذا الشاعر الفذ والإنسان وقد تخللت هذه الاحتفائية وفقرات الحفل بعض الأغنيات التي صدح بها الفنان عبدالله محمد ناصر أبو حمدي وأطرب بها الحضور ، ومما غنى قصيدتا مقياس وعميا خضبت مجنونة وهي من إبداع الشاعر عبداللاه الضباعي ومسك الختام قام الشاعر هيثم محمود المرشدي أمين عام الجمعية بتكريم الشاعر الضباعي بمنحه وتسليمه شهادة تقديرية تقديراً واعترافاً بإبداعاته الأدبية وسط تصفيق الحضور عدن الخميس 5/4/2007م غطت هذه الاحتفائية صحيفة الأيام العدد 5061 8/4/2007م والعدد 5064 11/4/2007م وكذا صحيفة الثورة العدد 15492 12/4/2007م والعدد 15494 14/4/2007م وصحيفة أكتوبر العدد 13732 20/4/2007م



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More