احصائيات المدونة

الأربعاء، 28 مارس 2012

الحكاية الشعبية واهميتها في تكوين ثقافة الطفل

الحكاية الشعبية واهميتها في تكوين ثقافة الطفل





أهمية الحگاية الشعبية في تگوين ثقافة الطفل

بقلم: عبداللاه الضباعي
في الأحد 21 مارس - آذار 2010 04:41:07 ص


حافلة هي اليمن بألوان عديدة من مظاهر الفنون الشعبية وتزخر بتراث وموروث حضاري غني موغل في القدم، ويتمثل جزء من ذلك الموروث في القصيدة والأغنية والحكاية
والأسطورة وغيرها..
إن للأدب الشعبي فنوناً تختص به وتتضمن معانيه التي تتدفق بها شجون الحياة، وينبض بها نبضها الذي يعد الدقائق والثواني والأيام، ثم السنين والأجيال والقرون، ولذلك فإن الشعوب تعرف هويتها من تاريخها وتراثها الحضاري والحضارة تعني كل ما وصلنا من الأقدمين من معارف وعلوم وتجارب إنسانية دعت إلى نشر المحبة والسلام والخير والعدالة والمساواة والتعايش، ويربط اعتزاز الشعوب والأمم بتراثها الشعبي كجزء من مكونات حضارتها وهويتها الوطنية ولربما امتاز تراثنا اليمني عن غيره لاعتبار واضح ومشع يكمن في عمق الحضارة اليمنية سبأ وحمير... واستشعاراً منا بالخطر الذي يهدد تراثنا عموماً والحكاية الشعبية خصوصاً بسبب التأثيرات الخارجي التي غزتنا إلى غرف النوم... إذ لابد لنا من الإسهام في نشر الوعي بأهمية التراث الشعبي في تجسيد الهوية الحضارية للإنسان العربي عموماً واليمني على وجه الخصوص والمحافظة على خصوصيتنا الثقافية والقيمية في عصر العولمة والتحولات الاجتماعية السائدة.
إذ يشكل التراث الثقافي للكثير من الأمم مصدراً من مصادر الثراء، تتوارثه الأجيال بشكل متواتر، تقوم على إعادة صياغته وإحيائه مرة اخرى طبقاً لخصائصها الاجتماعية وتاريخها، لكن ما تبثه وسائل الإعلام اليوم من برامج خاصة بالأطفال ما هي إلا ترويج لثقافات أخرى مستوردة تختلف كل الاختلاف عن ثقافتنا العربية والإسلامية بما في ذلك الألعاب التي لا تحمل أي نوع من أنواع القيم، إن كل ما تحمله هذه البرامج في طياتها ومضامينها وجوهرها عبارة عن قيم وأفكار دخيلة علينا لا تتناسب وثقافتنا وقيمنا الأخلاقية العريقة.
ولا شك أن الاستعمار بكل أشكاله القديمة والحديثة المباشرة وغير المباشرة قد وضع بصماته في بعض الحالات، ولو أمعنا النظر إلى ما تركه من تأثير كبير على لغتنا العربية في بعض البلدان العربية الافريقية مثل الجزائر وغيرها وعلى الرغم من ذلك بقيت ثقافتنا العربية والإسلامية بفعل القرآن الكريم محتفظة بخصائصها وطابعها ولم ترضخ أو تقع فريسة لهذا المحو الذي أراده ويريده لنا الاستعمار والحكاية الشعبية من أقدم الفنون الأدبية وهي وليدة لنظام اجتماعي تتناول حياته الاجتماعية وتهدف إلى خير الامة وسعادتها وهي أساس تشكيل القصة والرواية الحديثة، وتختلف الحكاية الشعبية من شعب لآخر باختلاف البيئة.. وتعتبر الحكاية الشعبية جزءاً لا يتجزأ من موروثنا الشعبي حيث استطاعت الأسرة اليمنية قديماً أن تؤسس مجتمعاً قوياً متماسكاً مبنياً على أسس ومبادئ وقيم أخلاقية حميدة، وقد كانت الحكاية والخرافة إحدى المقومات والدعائم المهمة في صقل شخصية الطفل وكانت كل حكاية من هذه الحكايات تغرس في نفس الطفل مفاهيم وقيماً سامية وتشكل كنزاً ثرياً مليئاً بالقيم والمفاهيم التربوية المتجددة فهاهم أجيال العقدين الخامس والسادس من القرن الفارط لا تزال راسخة في آذهانهم قيم ومفاهيم هذه الحكايات التربوية وأهمية الحكاية الشعبية للطفل ككائن اجتماعي ومشروع وجود تحقق نمو قدراته ومهاراته وتخضع عناصرها للاختيار والتنسيق الثقافي الذي يوفره المجتمع بما يلبي ويشبع الاحتياجات التي تولد مع الطفل وتنمو بنموه وبنموها معه يتحقق وجوده الاجتماعي والعقلي والنفسي.
يقول ادوارد تايلو في مقدمة كتابه (الثقافة البدائية) هي ذلك المركب الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعادات وغيرها من القدرات والعادات التي يكتسبه الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع ولابد لثقافتنا العربية والإسلامية أن تظل راسخة وصامدة في وجه التيارات والثقافات المتعددة الأشكال والمضامين مهما استوعبت من روافد دخيلة فهذا عباس محمود العقاد في مقدمة كتابه (الثقافة العربية اسبق من اليونانية والعبرانية) يقول: الثقافات الثلاث : هي العربية واليونانية والعبرانية وأقدمها في التاريخ، العربية، قبل أن تعرف أمة من الأمم باسمها المشهور في العصور الحديثة وهذه حقيقة من حقائق التاريخ التي لا تحتاج إلى عناء طويل في اثباتها، ولكنها على ذلك غريبة عند الكثير من الأوروبيين والشرقيين، بل عند بعض العرب من المحدثين، موقع المفاجأة التي لا تزول بغير المراجعة والبحث المستفيض، وقد كان ينبغي أن يكون الجهل هو المفاجأة بهذه الحقيقة المستغربة لأن الإيمان بهذه الحقيقة لا يحتاج أكثر من الاطلاع على الابجديات اليونانية وعلى السفرين الأولين من التوراة التي في أيدي الناس اليوم، وهما سفر التكوين وسفر الخراج ولا حاجة إلى الاسترسال بعدهما في قراءة بقية الأسفار، فالأبجدية اليونانية عربية بحروفها وبمعاني تلك الحروف وأشكالها منسوبة عندهم إلى قدموس الفينيقي وهو في كتاب مؤرخهم الأكبر «هيرودت» أول من علمهم الصناعات وسفر التكوين والخراج صريحان في تعليم الصالحين من العرب لكل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام..... إلخ وعلى الرغم من ظهور عدد من الأعمال حول أدب الطفل باللغة العربية إلا إن الحاجة لا تزال ماسة للمزيد من هذه الأعمال والكتابات العلمية في هذا الجانب ومن واقع وصميم ثقافتنا وتاريخنا الزاخر، والحكاية الشعبية في تراثنا هي الاكثر مطاوعة للبناء القصصي الذي يمكنا من إعادة صياغتها وفق رؤية عصرية تخدم الهدف الذي نسعى إليه في بناء وتكوين شخصية الطفل ثقافياً وتربوياً وهذه المسئولية الكبيرة تقع على عاتق أديب الطفل في نوعية ما يختاره ويقدمه.






تجد هذا المقال في الجمهورية نت
http://www.algomhoriah.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.algomhoriah.net/atach.php?id=29180

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More