احصائيات المدونة

الأربعاء، 21 مارس 2012


قرءاه أولى في مجموعة الشاعر عبد اللاه الضباعي (كلم جدار)

خصائص جمالية وموضوعية وتركيز على الهمّ الاجتماعي



د /عيدروس نصر ناصر


لا يمكنني الزعم بأن ما سأتناوله في هذه الوريقات يمثل قراءة نقدية للمجموعة الشعرية الجديدة للشاعر المبدع "عبد اللاه سالم الضباعي" والمعنون بــ" كلم جدر" لسببين بسيطين:




الأول:أن الوقت لم يمكنني من إعداد قراءة نقدية قائمة على أساس المعايير العلمية لمفهوم النقد الأدبي .

والثاني:وهو الأهم أنني لا أدعي بأنني أفضل من يقوم بمثل هذه المهمة فهناك غيري الكثيرون ممن يمتلكون من التخصص والوقت والثقافة الأكاديمية ما يمكنهم من تأدية هذه المهمة بشكل أفضل مما قد أتصور عن نفسي أو يتصور البعض عني .

ولذلك اكتفيت بتسمية هذه الوريقات بــ"خواطر وانطباعات" وهي في حقيقة الأمر كذلك إذ لا تعدو عن أن تكون عبارة عن مجموعة من الخواطر القائمة على الانطباعات المتكونة من القراءة الأولى لهذه المجموعة الشعرية وهي الثانية للشاعر بعد مجموعته الأولى((يا خير أمة)).

مجموعة (( كلم جدار ))تصدر في طبعتها الأولى عن مركز عبادي للدراسات والنشر وقد صدرت في عام 2005م وتقع في120صفحة من القطع المتوسط وتحتوي على ثلاثيين نص شعري إلى جانب نصيين سجاليين مع الشاعرين أحمد المعمري وزايد السليماني(وهو ما يرفع المحتويات إلى لأربعة وثلاثيين نص) فضلا عن الإهداء وكلمة شكر ومقدمة بقلم الدكتور علي صالح الخلاقي.

عنوان المجموعة ((كلم جدار)) وحده بحاجة إلى وقفه. فجملة "كلم جدار"هي جملة فعلية تحتوي على فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره ضمير المخاطب أنت والجدار مفعول به، والآمر هنا لا يطلب من المخاطب القيام بالفعل الحقيقي لأن المطلوب مخاطبته والكلام إليه (الجدار) جماد والجماد لا يخاطب ولا يمكن الكلام إليه. إذن التعبير هنا يحمل معنى مجازياً وهو مستمد من تعبير شعبي يومي يستخدم بسخرية في إشارة إلى عدم جدوى النصيحة لمن لا يقبل النصح وعدم فائدة الكلام مع من لا يفقه معنى الكلام وباختصار يحمل العنوان من الدلالات المعنوية ما يوحي بالسخرية واليأس والتشاؤم من إمكانية تغير حالة ما،والعنوان يتطابق مع المثل القائل"مغني بجنب اصنج" وهو التعبير الذي استخدمه الشاعر مراراً في سياق تناولاته الشعرية.





عنوان الكتاب يوحي بمضمونة فمنذ النص الأول تلمس لدى الشاعر تلك الروح الساخرة والنافرة والساخطة تجاه كل ما لا يستقيم من الأمور وتتخلل هذه الروح معظم إن لم يكن كل النصوص التي احتوتها المجموعة من خلال تسليط الأضواء الكاشفة على جملة من الاختلالات والإعوجاجات التي يشهدها سلوك وأداء الأفراد والجماعات والمؤسسات والهيئات من خلال التلميح تارةً وعن طريق التصريح في أكثر الحالات. وإذا كانت هذه المجموعة الشعرية هي المجموعة الثانية للشاعر بعد مجموعته الأولى "يا خير أمة"فأنها تمتاز بعدد من الخصائص والمزايا الجمالية والموضوعية التي قد لا يسمح لنا الحيز بتقصّيها كلها ولكننا سنكتفي هنا بالإشارة إلى أهمها:


1.الوحدة الموضوعية:


ربما يقول قائل أين الوحدة الموضوعية وكيف لها أن تتوفر في 34نص شعري لا يجمعها ببعضها سوى أنها التقت بين غلافين صغيرين في كتاب واحد! وللإجابة على ذلك فإن قراءة سريعة لمجمل نصوص المجموعة تقنعنا بأن الشاعر قد نجح في تكريس كل نصوص المجموعة لقضية محورية واحدة هي "الهم الاجتماعي" أما كونها تختلف وتتباين في طرائق وأساليب ووسائل طرح هذا الهم فهذه مسألة لا تعدو أن تكون فنية صرفة لا تمنع من وجود وحدة موضوعية وجدت التعبير عنها في تماسك الأجزاء وتكامل البنيان وتراص المكونات وانسجامها مع بعضها البعض.

فالشاعر عندما يطرح هما اجتماعيا مثل حب الوطن والاستعداد للذود عن حياضه تراه يقول في قصيدة "تاج راسي":


الأم والحضن ذي عن حبها لن أحيد

مهما تكون الظروف القاسية والشديدة
من أجلها ابذل الغالي وأبذل مزيـد

بالروح والدم أفديها بنية أكيدة


إلى أن يقول:


هي تاج راسي وهي عزي وظلي البريد

وحر نيرانها والجمر عندي بريده



وكنت أتمنى لو أن الشاعر حذف البيت التالي الذي عرف من خلاله بكنه هذه الحبيبة لأن القارىء اللبيب سيعرف من تلقاء نفسه بأن المقصود بعد كل هذه الأبيات الممتلئة بالروح الجياشة والعواطف المتدفقة لن تكون سوى الوطن.

وحين يتناول الهم المجتمعي من خلال الدعوة إلى فعل الخير وتقديم العون للمحتاجين والتحلي بالفضائل والخصال الحميدة يقول في"قصيدة يوم لك ويوم عليك":


فخالق كل من حولك تبسم

ففي الوجه البشوش تبقى النظـارة
وأعمل ما استطعت إنك تقـدم

بيد العون قدم في جداره
ولا تمنن وتتكبر وتعظم

 على محتاج واحذر احتقاره


وفي قصيدة"الطمع مهلكه"يقدم النصيحة على شكل تحذير من السلوك غير الحميد بقوله:


ومن تغدي بكذبه ما تعشى به

والناس بتميز الصادق من الكذاب
شف الطمع مهلكة يا غافل أتنبه

 لا مال أو جاه يشفع من حساب وعقاب
احسب لغيرك كما نفسك في الحسبة

من عاب غيرة يقولوا بالمثل يعتاب


2.الروح النقدية"كلم جدار":


لا تكاد تخلو قصيدة من قصائد المجموعة من ذلك النقد اللاذع لبعض المسالك والتصرفات التي تتنافي مع الفطرة البشرية التي فطر الله عليها عباده وهذا النقد يأتي أحيانا بشكل ساخر ومستخف بهذا المظهر أو ذلك وبأصحاب هذا المسلك أو ذاك ويتمكن الشاعر من تقديم صورة كاريكاتيرية ساخرة من المواقف والتصرفات المعوجة وأصحابها.

استمع إليه في قصيدته "آفة خطيرة" يقول :


إنما مفتكر في حال بعض العناصر

ما عرفنا نماشيهم بسعي أو بسيرة


إلى أن يقول :


يفتقد بعضهم أخلاقهم والضمائر

 با تلاقيه بين الناس مثل الدهيره
دون تمييز يتصرف بأسلوب سافر

 كأن ما حد خُلق مثله ولا حد نظيرة


هذه صورة من النقد لبعض السلوك الفردي الذي ربما تجسد لدى كثير من الأفراد ولكن هناك صور أخرى من النقد وهو نقد المظاهر أو الحالات أو الأوضاع التي تترك أثرها السلبي على ظروف الناس وأحوالهم ففي قصيدة (( صرخة )) نسمعه يقول:



نعيش حالة تعيسة لا تفارقنا

وأهل النفوس المريضة كسروا أضلاعي

أنظر يمينك يسارك شعب يتوجع

 يا من تقدر ظـروف الشعب وتراعي
ذئابة الغاب تنهش لحم أبناءك

ودمنا مصته حنشان وأفـاعي


ولو أن الشاعر وحد القافية في صدر الأبيات في هذه القصيدة القصيرة الرائعة لكانت أكثر جمالاً مما بدت عليه.

أما في قصيدة (( عند من نشتكي )) فإنه يصرح بملأ الفم مستنجداً من سوء الحال :


غير مقبول ما يعمل وشيء غير ممكن

فاق ما العقل يتصور وما هو بالامكان
وضع سيء ولا ذرة أمل ذي تطمن

 بيع بالسطل لا مكيال يوجد وميزان
ما عرفنا من المسئول ذي نسأله من

 كل واحد وهو مستنكر الوضع زعلان


وأحياناً يلجأ الشاعر إلى الاستعارة ويكثر من استخدام المجاز في التعبير عما يرغب من نقد ففي قصيدة (( احصد ثوم واغرس بصل )) والموجهة للشاعر زايد علي السليماني يقول عبد اللاه :


النحل هارب من اوخاله وجبح العسل

ذباب باقية ذي بتحوم حول الزبالـة
تجلب وتنقل لنا أنواع المرض والعلل

والقمل والصوب متفشية في كل صالة
من كثر لسقام جسم الآدمي قد نحل

 وباقي الجلد فوق العظم من سوء حاله
ما يصلح الدار بالأقوال دون العمل

 يتم الإصلاح في تنفيذ ما المرء قاله


ولئن كانت الروح الناقد تتخلل جميع قصائد المجموعة كما أسلفنا فإننا سنكتفي بإيراد آخر النماذج النقدية بأبيات من قصيدة (( الكذب حبله قصير )) المرسلة إلى الشاعر أحمد المعمري حيث يقول منتقدا ظاهرة استقدام العمالة الأجنبية بالعملة الصعبة لأعمال تتوفر لها العمالة المحلية وبكفاءة أكبر وكلفةأقل :


كم منتدب من دول أخرى هنا يعمل

مدرسين ابتدائية بها أطفال
وكم هي أعداد للتمريض ذي توصل

من بن جلاديش ومن مومباي والسنغال
لو هي كفاءات نادر ربما نقبل

لكن لما قد ذكرنا تهدر الأموال
والأولى أبن البلد الحق له لــــــــول

 كــــم هي كوادر معانا في البلد وأجـيال
كم جامعات البلد في العام بتأهــــــل

وكـــــم هي أعداد تتخرج بدون أعـمال
بعد التخرج من الكلية تتعطــــــــــل

هذا على والده عالة وذا ع الخـــــــــال
والأغلبية في الأسواق يتســـــــــول

وبعضهم للأسف يعمل عمل بطــــــال


هذه القصيدة من أروع ما احتوته المجموعة لجمالياتها .

2- الأسلوب القصصي :


من بينما تمتاز به هذه المجموعة هو تناول العديد من القضايا من خلال أسلوب قصصي ممتع وسلس ليس بمقدور كل شاعر القيام به وتحتوي المجموعة على أكثر من نص شعري يتكئ على الموروث الفولكلوري العربي أو المحلي وبعضها من ابتكار الشاعر كما يتهيء للقارئ ومن هذه النصوص .

الطالب منير:

وتحكي قصة طالب متفوق أسمه منير،حصل على مركز متقدم في الامتحانات النهائية ثم يعلن اسمه ضمن الناجحين في الحصول على منحة دراسية جامعية، ولكن الوساطات وفساد وسوء الإدارة والمجاملات والمحسوبية أسقطت اسمه من قائمة المقبولين ليحل محله أحد الفاشلين ولكن ممن لديهم وساطة قوية ووسائل ضغط أقوى يقول:


لكن يفاجئ بصدمة مش على الخاطر

 أسمه سقط والوزارة حالـــة استنفار
مع سليل الحسب النــــاهي الآمــر

 ابن الوجيه الموقر الولد صرصار
الكفء صرصار للمنحة وهو القادر

معدله ميه بالعكس أوضع الأصفار
وضيع المنحة الفاشل رجع خاسر

 كانت خسارة وأعظمها منير انهــار


الثور زهير:


وهي قصة مستوحاة من التراث الشعبي وتتحدث عن ذلك الفلاح الذي أراد أن يستبدل الثور العجوز بثور أصغر منه وأقوى وبعد أيام على بيعه وبعد تتردده على السوق اشترى ثوراً بثمن أغلى مما باع ثورة بعد أن أعجب به كثيرا ولكنه ما إن عاد إلى البيت حتى اكتشف أنه لم يشتري سوى ثوره زهير،بعد أن قُص قرناه وامتلأ جسده ببعض الشحم .

جرس رنان :

وهي تحكي في غالب شعري جميل قصة"من يعلق الجرس"والتي تروي حكاية الفئران التي اجتمعت للبحث عن طريقة للتغلب على هجمات القط فقررت أن تضع جرساً على رقبة القط ولكنها نست أن مجرد وضع الجرس هو المعضلة بذاتها .
البابا والشيطان:

وتتحدث عن البابا الذي استطاع الشيطان أن يغويه لمساعدته وإنقاذه من الحفرة التي وقع فيها بعد أن أقنعه بأن موته، أي موت الشيطان، يجعل البابا بدون عمل وأن وجود الشيطان هو مصدر رزق البابا.

سعدية في البير تسقط :

وهذا النص يحكي قصة فتاة جميلة سقطت في البئر وتطوع لإنقاذها رجل شهم اسمه قاسم ولكنه خشي أن يلامس جسدها الناعم حتى لا يغويه الشيطان فقرر أن يقبض على أطرافها بيديه ويعض على الحبل بأسنانه والقوم يسحبون الحبل من أعلى وقبيل الوصول كان أخو الفتاة يسأل عن حالها متلهفا ولكن قاسم الذي أراد أن يطمئنه بأنها بخير أفلت الحبل من فمه فعاد معها على قاع البئر.
نبأ هام:

وتتحدث عن رجل تلقى خبرا هاما عن بدء الحملة على الفساد والفاسدين وفتح المحاكم والسجون للمتورطين في قضايا الفساد والتلاعب بالقوانين،وعندما يحضر حفل إعدام أحد المتورطين يختتم القصيدة بالأبيات التالية:


ممن عبث وأفسد وأجرم

بحقــــــنا من عـــــــدة أعـــــوام
أول قضية حكم صارم

عـــــــــبرة لمن فكـــــــر ومن رام
بساحة التــــــــــــحرير ينفذ

وحدَّدوا تنفــــــــــــــيذه اليوم
حضرت من ضمن الجماهير

ذي جت تشاهد حكم الاعدام
وشــــــــــــــــــفت والمذنب مقيد

 وفوقه السيّاف بيـــــــقوم
ضرب على عنــــــــقه بسيفه

 وطــــار راسه تحت الاقدام
شاهدت رأسه تحت رجلي

 نهـــــــــضت مستيقظ من النوم
ومثل مابَيَّــــــــــــــــت أصبحت

وكل هذا أضغـــاث أحلام


إن أهم ما يميز هذه المجموعة من القصص هو أنها تأتي في قالب شعري جميل وأخاذ وهي مهمة قد وفق الشاعر في القيام بها ولا يخفي على القارىء اللبيب ما في هذه القصص من تكثيف للعديد من المعنى ونقد لاذع لبعض المسالك غير السوية والسلوك المعوج.
4.الرمز في المجموعة:

 كثيراً ما لجأ الشاعر إلى استخدام الرمز وهذا الرمز يختلف كثيرا عن ظاهرة التلغيز والطلسمه التي تكتنف بعض النتاجات الشعرية والتي تحولها إلى ما يشبه الأحاجي والشفرات تحت حجة الرمز، فالرمز عند الضباعي من السهل الممتنع الذي لايخلو من الوضوح والدعابة والسخرية والفكاهة كما في قصيدة "الله يصيبش يابقرتي" وهو العنوان المأخوذ من زامل شعبي فكاهي كان المرحوم الخالدي قد نظم على غراره قصيدة جميلة يمتدح فيها البقرة ويعدد أفضالها وجمائلها وبخلافه عمد الضباعي إلى التندر بالبقرة وتعداد المتاعب التي سببتها له بالقول :


الله يصيبش يا بقرتـــــي

يا ذي سلوكش مش سوية
كلتي محاصيل المزارع

وكم مدافــــن ممتليـــــــة
وفي قرونش تنطحينـــي

لا ردش الله يــا أذيــــــة



إلى أن يقول :


ما شي معي منش منافــع

 ربي بلانــــي بش بلـيـــة
خلصش ذي هو بالمخازن

وقلـــش ما عندش شهــية
ما شي عليا لوم منـــــــش

 لا اصبحش يا ليلى ضحية


5.توظيف التراث المحلي والعربي

 
أبرز الشاعر قدرة عالية في فهم واستيعاب وتوظيف الموروث الثقافي والفولكلوري المحلي والعربي من خلال الكثير من الأمثال والأمثلة والحكايات والقصص والتي تكثف معاني ومدلولات عميقة بقدر قليل وبسيط من الكلمات مثل قوله " احصد ثوم واغرس بصل " أو "تكفي الحليم الإشارة" أو " الشعب بيغني بجنب اصور" وكذا في حكايات " جرس رنان " و" الثور زهير " و"البابا والشيطان" وغيرها .

ملاحظات :

قد لا أكون في موقع يسمح لي بتوجيه بعض الملاحظات النقدية لمحتويات المجموعة فأنا لست الناقد المتخصص كما أن نقد الأعمال الشعرية العامية أصعب بكثير من نقد الأعمال الأدبية الفصحى، ومع ذلك فسأسمح لنفسي بتقديم ملاحظة رئيسية للمجموعة الشعرية "كلم جدار" ربما منها قد تتفرع مجموعة ملاحظات أخرى والملاحظة الرئيسية وأعتقد أنني سبق وقلتها للأخ العزيز الشاعر عبداللاه .

إن صاحب المجموعة الشعرية يتمتع بذائقه شعرية رفيعة كما يمتلك عاطفة جياشة وذخيرة لغوية ممتلئة بالمعاني والمفردات مثل ما يمتلك القدرة على توظيف الصورة الشعرية وابتكار التراكيب اللغوية الجميلة التي من الصعب استعراضها في هذه العُجاله ولكن المأخذ الوحيد على المجموعة الشعرية هو التواضع في التركيز على أناقة الجملة الشعرية .

يتهيأ للمتابع لقصائد المجموعة أن الشاعر يأخذ القلم والورق وفي ساعات وربما دقائق يكتب النص الشعري الطويل أو المتوسط ويكتفي بذلك دونما مراجعة وإعادة صياغة للتخلص من المفردات الضعيفة أو الاختلالات العروضية وإغناء النص بالمعاني الأفضل والتماسك العروضي الأقوى ليغدو أكثر جمالاً وأشد أناقة .

ومن خلال هذه الملاحظة تتفرع بعض الملاحظات الجانبية مثل وجود اختلالات عروضية أو مفردات كان يمكن استبدالها لتقوية المعنى أو تحريك بعض النهايات الساكنة وتسكين المتحركة وتحويل بعض همزات الوصل إلى قطع والقطع إلى وصل ، وهذا ولاشك يضعف من جمالية القصيدة ويقلل من أثرها عند المتلقي ، وكان بإمكان الأخ عبد اللاه وهو الشاعر المتمكن أن يتغلب على كل ذلك بقليل من الجهد المضاعف وبإعادة صياغة النص قبل اعتماده النهائي .

ومع ذلك فإن كل هذه الملاحظات لا تقلل من تلك القيم الجمالية والفنية التي تتمتع بها هذه المجموعة الشعرية التي أتمنى لصحابها المزيد من التألق والإبداع والعطاء الأدبي الدائم .

1- تم تقديم هذه القراءة النقدية من قبل الأستاذ الدكتور عيد روس نصر ناصر في أول فعالية دشنت فيها فعالياتها للعام 2006م جمعية الشعراء الشعبيين اليمنيين وكانت خاصة بالشاعر والقاص عبد اللإه الضباعي برعاية رجل الأعمال المعروف الأستاذ عبد المجيد السعدي في صنعاء بتاريخ 5/يناير/2006م ضمن قراءات أخرى وقد حضر هذه الأمسية للشاعر الضباعي عدد من أساتذة الجامعة والأكاديميين والشعراء والنقاد ومندوبي الصحف.

2- تم نشر هذه القراءة كاملة في صحيفة الثورة العدد (15033) 8/يناير والعدد الذي يليه يوم الاثنين الموافق 9/يناير /2006م .
3- تم نشر هذه القراءة على حلقتين في صحيفة 14 أكتوبر العد (13286) الأربعاء 18/يناير /2006م والحلقة الثانية في العد (13287) 16/يناير /2006م .

4- كما تم نشرها في مجلة الجيش العدد (300) وتناولت أجزاء منها بقية الصحف الأخرى.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More